30‏/01‏/2008

مجدداً أعود ... لنلتقي

مجدداً.. و بعد طول انتظار – فأنا آمُلُ حقاً أنكم تنتظرون - أعود إليكم أنا
من أنت؟؟
أحقا لا تذكرون !! ها أنتم أولاء قد حطمتم آمالي على أقسى صخور اليأس
حسنٌ .. أعتقد أنه من حقكم أن تُعذَروا لنسياني .. فأنا الذي لم أتحفكم بجديد لأذكركم بأنني هنا
لأذكركم بأنني لازلت موجوداً.. و أنني لم أمت بعد
أنا هو ذلكم الطالب المسكين الذي شارككم مآسيه السنة الماضية .. أنا هو ذا بعظمه و جلده .. فقد تبخر اللحم و ذاب الشحم بعد أن أفنيت ثلاث سنوات من عمري الثمين في مقبرة المتميزين هذه و التي يدعونها هنا – مجازا – بكلية الطب
أنا الذي لم يبدأ من حيث انتهى الآخرون و لم يتعلم من أخطائه بعد كما يفعل العقلاء .. فهأنذا .. ما زلت أواصل إضاعة الباقي من أجمل سنوات الشباب في هذه المقبرة .. آه، بالمناسبة فهي مقبرة لا علاقة بها بالمقابر الفرعونية فاحشة الثراء .. و لا بمقبرة أوراق (يوجي) الملأى بالوحوش المثيرة.. مقبرتنا هنا تصيب الضجر بالضجر و تقتل الملل من كثرة الملل
إذن .. ما عليكم سوى أن تتمنوا لي الحظ لأكتب كسابق عهدي .. و ما علي سوى أن أتمنى أن يعجبكم ما سأكتب
فانتظروا
إلى لقاء قريب

29‏/01‏/2008

السادات ... رجل لكل العصور


أخيراً .. سنحت لي الفرصة أن أشاهد جزءاً متصلاً من فيلم أيام السادات. لم أشاهده من بدايته للأسف.. و كأن سوء الحظ يأبى أن يبارح طريقي؛ فأنا لم يتسن لي أن أرى جزءاً متصلاً مكتملاً منه – كما فعلت اليوم – من قبل فضلاً عن مشاهدته كاملاً
رسخت في ذهني تلك الكلمات التي ألقاها في خطبته بالكنيست الإسرائيلي و خصوصاً حين قال
يا أيتها الأم الثكلى، ويا أيتها الزوجة المترملة، ويا أيها الابن الذي فقد الأخ والأب.. يا كل ضحايا الحروب، إملأوا الأرض والفضاء بتراتيل السلام.. إملأوا الصدور والقلوب بآمال السلام ..إجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش وتثمر.. إجعلوا الأمل دستور عمل ونضال
حقاً
كان هذا رجلاً محباً للسلام و قادراً على تحقيقه.. فهو لم يجنح له إلا لما صار في موضع قوة.. لأن السلام كما كان يقول هو دوماً: يحتاج إلى قوة تحميه.. و طلبه من غير قوة و لا نصر.. ذل و هوان و استسلام
فشتان ما بين السلام الذي نطالب به الآن و السلام الذي طالب به السادات.. فأين ذلك النصر و أين تلك القوة؟؟؟
إن ما يحدث اليوم في أراضينا المحتلة، و ما يحدث في غزة بالتحديد؛ لدليل صارخ عن مدى الذل و الهوان و الاستسلام الذي وصلنا إليه
ترى
ما كان السادات ليقول لو رأى الوضع الذي صارت إليه أمورنا اليوم؟؟ ما كان سيقول للذين تفننوا في هدم ما قضى هو العمر كله لبنائه؟؟ ما الذي كان سيقوله لمن قتلوا السلام الذي أحياه؟؟
رحمك الله يا سادات .. و أسكنك فسيح جناته