17‏/06‏/2008

وداعاً .. للبلوة العامة




باي باي كوميونتي
باي باي آمال
باي بااااااااااااااااي

السلام عليكم جميعاً ...

لن أسألكم كيف أصبحتم، فأنا أعلم كيف أصبح معظمنا اليوم. مع ملاحظة أن البعض منا لم يصبح من الأساس، لأنه كان منكباً منذ الليلة الماضية على استذكار مراجع المادة الأفظع، الأشنع و الأقبح لهذا العام: الصحة العامة، أو كما أحب أن أدعوها: الكونكوميتانت إميونيتي.

إذن، أظن أن السؤال الأنسب يجب أن يكون: كيف أمسيتم؟؟
كيف أبلى كل منكم في معركة اليوم؟؟؟
أتظنون كما أظن أنا أن اسم معركة لا يليق؟؟ هو حقاً لا يليق. فما حدث اليوم كان حرباً بكل المقاييس..

من أين لي أن أبدأ!!
منذ جلوسي في المقعد المكسور المخصص لي؛ شعرت أن اليوم يومٌ فريدٌ من نوعه، لا يشبه أيَّ يومٍ آخر.. و سرعان ما تحول شعوري لحقيقةٍ واقعة ..
تم توزيع ورقة الأسئلة في الوقت المحدد تماماً، فقط إذا كانت ساعاتكم مضبوطةً على توقيت المريخ .. و كان الوقت كافياً جداً، فقط إذا كنتم أسرع من سوبرمان في الكتابة.. و كان الامتحان تافهاً جداً، فقط إذا كنتم أدق من جهازكم في الاسترجاع..
ألم أقل لكم كانت حرباً؟؟؟

صدمت حين رؤيتي لورقة الامتحان .. فأنا لم أكن مستعداً أبداً لكل هذا الكم الهائل من الأسئلة.. ستة عشر سؤالاً، يحدق كل منها فيَّ بتحدٍ و استهزاء .. و كأنه يُخرج لي لسانه قائلاً: وريني شطارتك يا عم الأمور..
أنتم تعلمون أنني أعشق التحدي، مغامراتي كلها تشهد لي بذلك..
لكن هذا الامتحان أكبر من أن يكون تحدياً..

حاولت بكل هدوءٍ أن أبدأ بالإجابة .. و كلما أجبت سؤالاً صعباً و أحسست بشيء من الاطمئنان؛ سحقتني خيبة الأمل حين أرى الدرجة الدنيا المخصصة له..
و كلما حاولت تذكر كل العناصر في سؤال تافه من ذوي الدرجات العظمى؛ ينقطع حبل أفكاري بصوت رئيس الدور و هو يخنق هذا و يذبح ذاك و ينط في كِرش أولئك الذين سمحوا للطلبة بإدخال كوبٍ من الشاي إلى اللجنة.. لم يكن بيدي شيء وقتها سوى الصراخ قائلاً: ما تسكتوا الراجل ده بقى ..
صدق الشاعر إذن.. لقد أسمعت لو ناديت حياً .. و لكن لا حياة للمراقب الذي تنادي.. فقد ظل هذا الأخير مصدر إزعاج فريد من نوعه .. لو كانت بيدي سُلطة ما، لأعطيته جائزة نوبل في الإزعاج..

لم أكن قد أنهيت الأسئلة بعد؛ حتى صعقني نزول ورقة الكوكتيل المر من ألعاب الإم سي كيو و الصواب و الخطأ و وضع المصطلح العلمي و كأننا طلاب المرحلة الإبتدائية في امتحان العلوم.
ثم تجيء الطامة الكبرى، أسئلة العملي ..
ينبغي أن ننوه هنا على شدة ذكاء واضعي الامتحان. فلقد آتى ثماره المرجوة بنجاح منقطع النظير. أكثر من نصف الدفعة لم ير بقية المسألة في الصفحة الرابعة - خدوا بالكم .. أربع صفحات أسئلة - من أسئلة العملي .. و كأنما وضعت هناك عمداً مع سبق الإصرار و الترصد لهذا الغرض بالتحديد...

عموماً .. أنا أحمد الله لأن كابوساً كهذا قد انتهى .. لن أفتح كتابا من كتب هذه المادة مرة أخرى - كما أَحْسَبُ أن غيري لن يفعل - طائعا مختارا متحلياً بكامل قواي العقلية.. حتى و إن كان امتحاني الشفوي يوم الخميس بعد ثلاثة أيام من اليوم .. و حتى لو كنت لا أذكر شيئا الآن بعد إنقضاء بضع ساعات فقط منذ إنتهاء الامتحان التحريري..
فليذهب الكوميونتي إلى الجحيم..
و هوا اللي ضيع ميتين .. هيعيط على أربعين؟؟

15/6/2008

ملاحظة:
لاحظت أنه كلما كانت رئيسة القسم معقدة بشكل ما أو بآخر.. فإنها تحصل على لقب الطبيبة المثالية..
و لاحظت أيضاً .. أن هناك قاعدة ما .. تقضي بأن يكون اسم كل طبيبة مثالية محطماً لكل الآمال..
ألا توافقون معي على أنه يجب على كل من هاتين الطبيبتين المثاليتين مكافأتنا؟؟
ففي كلتا الحالتين كنا نحن أبناء الدفعة المنكوبة الواقعة تحت سيطرتهما..
ربما كنا مصدر جلبٍ للحظ و نحن لا نعلم...