06‏/07‏/2007

لماذا لا نبكي؟؟

لماذا لا نبكي؟؟


تمر على كلٍ منا لحظاتٌ يجاهد فيها نفسه كي لا يبكي
أمرت عليك تلك اللحظة؟؟
أأحسست بأن تلك الدموع الحبيسة توشك أن تكسر قيدها
و تفك أسرها
و تختلس حريتها
و تجد طريقها للعالم؟؟
ساعتها تختلي بنفسك
في ركنٍ قصيٍ بعيد
تتجنب نظرات الآخرين
تهرب من عيونهم
و تفر من فضولهم

لماذا؟؟؟
لماذا تعز علينا دموعنا؟
لماذا لا نريد لأحدٍ سوانا أن يراها؟
لماذا نقتلها فينا قبل أن تولد؟
و نئدها بأيدينا بعد أن تولد؟
لماذا نداريها إن أخطأنا و تركناها تنساب؟
بل لماذا نسمي انسيابها خطأً ؟ و نعتبر إشهارها جُرماً؟ و نرى إظهارها عيباً؟
لماذا لا نبكي علناً؟

أهي كرامتنا التي تمنعنا؟
أية كرامةٍ تلك؟
كرمنا ربنا بالعقل و المشاعر
أوليس كبت تلك المشاعر، ينافي غرضها الذي وُضِعت فينا لأجله؟

نلقي بالاً للعديد من الاعتبارات
من وضع تلك الاعتبارات؟
من قررها؟
أوليسوا بشراً مثلي و مثلك؟
بشرٌ من لحمٍ و دم
لهم مالك من مشاعر و أحاسيس
هم أيضا يمرون بلحظاتٍ كتلك
لحظات حزن
لحظات ضعف
لحظات شجنٍ و ألمٍ وحنين
هم أيضا يتوقون لمن يشد أزرهم
و يساندهم في مصائبهم
و يواسيهم في أحزانهم
و يشاركهم أتراحهم
و يكفكف دموعهم
لكنهم لا يعترفون

آهٍ ما أجمل ذلك الشعور بالاحتياج
ذلك الشعور اللذيذ الذي نتجاهله و نتناساه
الاحتياج لشيءٍ ما
لشخصٍ ما
شخصٌ يربت على كتفك
فتبارح عبراتك مكمنها
يُفَض مظروفها
فتنزلق مغادرةً مقلتك
في تلك الأخاديد الوهمية على خدك
لتموت على شفتك
شخصٌ يستوعبك في لحظات ضعفك القصوى
و يتحملك حتى تُفرِغ أشجانك لتفقدها مع دموعك

تالله ما أروع الطفولة
مرحلةٌ جميلةٌ هي
كفتاةٍ بارعة الحسن
تفقد حسنها هذا بمرور الزمن
مرحلةٌ بريئةٌ هي
لا تكلف فيها و لا تصنع
لا قيود فيها أو حدود
مالذي قتل تلك البراءة فينا؟
من الذي اغتالها؟
أوليس نحن؟؟
فلم لا نُحْييها؟

نحن بالفعل أضعف مما نتصور
لكننا أيضاً أقوى مما نتصور
فلتبك علناً و لا تبالي
مالدموع إلا إنسانيتك
فلا تفقدَنَّها لأنها كل ما تملك
و هي كل ما سيتبقى لك

ليست هناك تعليقات: