06‏/07‏/2007

قلوب مستبدة


لماذا تُكرِهنا الظروف دوماً
على أن نكون كالمستجير من الرمضاء بالنار؟؟
لماذا تأبى الأقدار إلا أن تعطينا تلك الفرصة للاختيارعندما لا يكون بمقدورنا أن نختار؟؟
لماذا يضطرنا البعض بأفعالهم التي يبررونها باسم الحب
إلى أن نفعل أشياءً كنا ننظر لها يوماً بعين الاحتقار؟؟
لماذا يدفعوننا إلى تغيير مبادئناو يفرضون علينا الإحساس بالقهرو كأننا تحت الحصار؟؟
لماذا يصرون أن يورثونا
العار تلو العار تلو العار؟؟

هؤلاء الذين اعتبرناهم أرواحنا
و أنفاسنا و نبضات قلوبنا
الذين أهديناهم بكل سماحة نفسٍ أعمارنا
الذين خبأناهم من كل خطرٍ في أعماقنا
الذين أردناهم أن يشرقوا كل يومٍ ليضيئوا سماوات حياتنا
و ينيروا ظلام دُجانا
الذين انتظرنا منهم أن يكفكفوا عَبَراتنا
و يبددوا بحنانهم اللانهائي كل الألم الذي احتل أفئدتنا
و يتلقفوننا بلهفةٍ لحظة السقوط من عليائنا
هؤلاء ... كانوا هم أول مِعْوَل عقد العزم على تحطيمنا
و أول شوكةٍ غصت بها حلوقنا
و أول جرعة سمٍ تجرعناها من كؤوس عذابنا

عندما تتوالى علينا الكروب و المصائب و الهموم
لا نجد منهم من يؤازرنا
ثم يريدوننا لهم – مع ذلك - بمثابة الأمَّ الرؤوم
حتى عندما تكفهر سماؤنا وتتلبد بالغيوم
فلا نستطيع أن نفعل
ساعتها ... من نلوم؟؟
و هم لا يصفحون و لا يَعذُرون
و بكل لا مبالاةٍ ... يتَرفعون و يتجاهلون

يتجاهلون أنا يوماً كنا أغطيتهم التي تقيهم برد الشتاء
يتجاهلون أنا ضحينا بكل عزيزٍ و غالٍ لينعموا هم بالرخاء
يتجاهلون أياماً فرشناها بساطاً تحت أقدامهم لنقيهم أشواك الغبراء
يتجاهلون أطناناً من دموعٍ ذرفناها لأجلهم يوماً في استياء
يتجاهلون تلك البسمات العذبة التي تتجلى على ثغورنا حينما يشعرون بالهناء
يتجاهلون أنه لولا تعاستنا نحن ... ما كانوا يوماً سعداء
يتجاهلون أنا كنا معهم .. أنقياء أنقياء أنقياء

ربما كانت لهم أعذارهم
أو ربما غلبوا على أمرهم
فبالتأكيد لا حيلة لهم
كثيرة هي تلك الأوقات التي نشعر فيها بأن كل شيءٍ يفعلون
خارج عن إرادتهم
و كأنه ليس للزمان دورٌ إلا أن يناصبنا العداء و يناصبهم
كل الظروف تكاتفت - و بمنتهى القسوة - لتحطمنا و تحطمهم
و تسحقنا لمجرد أننا بكل ما في هذا العالم من الصدق ... نحبهم
فهل نكف يا قلبي عن حبهم؟؟

أواه يا قلبي
أنَّى لك كل هذا الصبر؟؟
صبرٌ فصبرٌ فصبرٌ
مع كل خَطْبٍ يُلِم بي
مع كل مشكلة تصيبني و كل أزمة تمر
لم أعهد فيك كل تلك القوة
و لا أعلم إن كنت ستتحملني طول العمر
لا أعلم إن كنت ستتسلح بالجَلَد
حتى ترتاح حين يضمنا القبر

حررت في8/6/
2007

ليست هناك تعليقات: