16‏/08‏/2007

أنا لست إلا طفلة

أنا لست إلا طفلة





أنا لست من الكبار
و لم أعتد يوماً أن أكون من الكبار
أو أن أُعَامَلَ كالكبار

أنا لست إلا طفلةً
لا آبه بالهموم و الأكدار
لا زلت ألهو بالدمى
لا زلت أبكي كلما أقبل الليل على حيَّنا
و كلما جنَّ الظلام

لا زلت أكسر في كل يوم لعبتي
لا زلت أداعب كل ليلةٍ قطتي
ومعي في سريري .... تنام

أخاف من الخوف
و أشباح الليل ترعبني
و ذاك الأمير في الحلم يأتي
على حصانه الأبيض .... ليأخذني
و يميط عن ملامحه اللثام

أما الأهم فأنني
لا زلت طفلةً كأية طفلة
أمقت القيود و أكره الأسوار

أنا لست إلا طفلةً
فلا تنتظر مني أن أفكر مثلكم
و أتكلم مثلكم
و أمشي مثلكم أيها الكبار

لا تسألني
أن أتصرف مثلكم
و أتطبع بطبعكم
و أتعلم نفاقكم أيها الكبار
عقلي الصغير تمرد عليكم
أبى أن يخسر براءةً اغتلتموها عندكم
أبى أن يكرر جرمكم
و أبيَّا سيبقى مهما دارت الأقدار

أنا لست إلا طفلةً
فاقبلني كما أنا
ولا تغيرني
أو لا تقبلني
لك الخيار
لكن اعلم أنه
لا رجعة في القرار

لا تتوقع مني كلمة اعتذار
فأنا لست ممن يحسنون اختلاق الأعذار
أنا لن أتغير
عقلي بالعناد يشتعل
و قلبي الغضُّ له صمود الثوار
لا تشعل فيَّ تلك الجذوة من النار
لا تخسرني
فخسارتي ألمٌ و انتحار

أنا لست إلا طفلةً
فعاملني مثلما يعامل الأطفال
لا تنتظر مني أن أتحمل كالجبال
لا تنتظر مني الصبر
فالصبر مشقة
و أنا محدودة القدرة
ليس عندي للمشقات احتمال

عاملني مثلما يعامل الأطفال
يخطئون فلا يُستعتبون
يكررون أخطاءهم ولا يُنتهرون
مهما فعلوا
فهم يُعذرون
و أيَّما فعلوا .... فهم دوماً
محبوبون محبوبون محبوبون
و كل الحب لهم يُبدى
و كل الكلام العذب لهم يُقال
فسامحني .... بلا انفعال

أنا لست إلا طفلةً
فاعطف علي
أشفق علي
بالحنان اغمرني
و لا تخبرني بأن هذا محال

أنا لست من الكبار
و لم أعتد يوماً أن أكون من الكبار
أو أن أُعَامَلَ كالكبار

ليست هناك تعليقات: