20‏/08‏/2007

مذكرات طالب طب أراد مرة أن يكون مجتهداً 5

الفصل الخامس ... لا عزاء للمتأخرين

كان هناك زحام شديد و طلاب فرقتنا يقفون في كل مكان هناك تقريبا. سدوا المدخل الخارجي و تكوموا فوق الدرج و خيموا أمام باب مدرجنا العلوي. سألت أحد الواقفين عما يحدث فأخبرني أن الدكتورة ( ..... ) هي التي تشرح اليوم و أنها قد أغلقت الباب و لا تسمح لأحد جاء بعدها بالدخول.

صدمت من هول المفاجأة، أبعد كل هذا لا أحضر المحاضرة؟؟ بعد الاستيقاظ باكراً و شرق الدلتا الذي ركبته و المغامرات الباسلة التي قمت بها لأصل هنا، أبعد كل هذا أحرم من حضور المحاضرة.. لا أبداً، لست أنا ممن يستسلمون. هذا واضح و جلي، كل تلك العقبات لم توقفني حتى الآن، أَوَتوقفني مثل هذه العقبة؟؟

هرعت أشق طريقي وسط الحشود و الجموع و أنا أتساءل: لمن تشرح تلك المرأة إذن ما دام كل هؤلاء هنا؟؟ إنهم لا يقلون عن ثلثي الدفعة فهل يعقل ما تفعله بنا؟؟ لكن من يتحدث عن العقل ها هنا، لا شيء هنا يحكمه عقل أو منطق.

وصلت إلى الباب و نظرت بطرف عيني فرأيت عدداً لا بأس به من متفوقي الدفعة اللذين لا يفوتون محاضرة إلا حضروها و لا سكشنا إلا ارتادوه يقفون معنا خارجا. بحثت عن العامل ووجدته، طلبت منه أن يفتح لي الباب لأدخل فأخبرني أن الكثير غيري قد حاولوا و لكنهم طردوا شر طردة. أبيت إلا أن أحاول و أدخل فاستسلم أمام إلحاحي. اقتربت من الباب و الجموع تنظر لي و الطوابير ارتصت خلفي، الكل يعتقد أني يمكن أن أنجح في الدخول، و عندها سيستغلون الفرصة بلا أدنى تردد. كل طلبة الطب هكذا استغلاليون و انتهازيون و لكن مع بعض الاستثناءات بالطبع.

فتح الباب و دلفت للداخل. لم أكمل خطوتين حتى سمعت صوتا جهوريا يقعقع في جنبات المدرج.. صوت أثار الرعب في نفسي و ارتجفت له أوصالي و كأني فأر أمام قط شرس سال اللعاب من بين أنيابه.. هرب الجميع فعرفت أني هالك لا محالة أردت أن أرجع القهقرى بدوري لكني سأصبح واهما إذا ظننت أني يمكنني أن أفلت بفعلتي الخبيثة هذه دون عقاب لذلك فضلت البقاء مكاني.

صاح الصوت الجهوري المرعب الذي لم يمكني قط أن أتخيل أنه يصدر عن امرأة و الذي جعلني أرتعد فرقا:
" مين اللي سمح للناس دول يدخلوا هنا؟ هو أنا مش قلت ماحدش يدخل خااااااااااالص.. فين العامل؟ أنا عاوزاه حالا.."
دخل العامل المذعور القاعة و هو يسدد لي نظرات لوم و ندم، آهٍ ياله من مسكين!!

جلت بعيني من موقعي في آخر القاعة بجانب الباب لأبحث عن مصدر الصوت. لم يكن هناك أحد على المنصة و لا أحد يقف بين صفوف البنجات.. أين تلك المرأة يا ترى؟؟ ثم لمحتها هناك تقوم من أحد البنجات حيث كانت جالسة بين بعض زميلاتنا. كم أشفق عليهن، رباه!! كيف يمكن لأحد أن يتحمل مثل هذا الموقف؟؟ وحش كاسر بجانب حملان وديعة، هذا هو أول ما خطر بذهني و أنا أرى منظر الطالبات الخائفات. و كل منهن قد فقدت لون وجهها الوردي ليصطبغ بلون أصفر شاحب.. كانت وجوههن كوجوه الموتى أو هي أشد سوءاً. فيم تفكر؟ أتحاول أن تثبت أن أسوأ الوسائل في التعليم هي حينما يشرح المحاضر لأقفية الطلاب؟؟ إن كان هذا غرضها فقد حققته بجدارة. لست أعتقد أن بإمكان أحد فهم شيء، أي شيء و هو يستمع للشرح بقفاه.

توجه العامل المسكين إلى حيث وقفت تلك المرأة الحديدية، و و الله إني لمشفق عليه و أؤنب نفسي لأني أنا السبب فيما يمر به الآن. لابد أن قلبه سيثب خارج صدره بسبب تسارع دقاته..
صرخت فيه قائلة: إنت إيه اللي خلاك تفتح الباب أنا مش قلت الباب ما يتفتحش لمخلوق؟؟
ازدرد الرجل لعابه بصعوبة و لم يحر جوابا.. و قد كان ذلك أفضل له، فلو أنه رد؛ الله وحده يعلم مالذي يمكن أن تفعله به.. ربما افترسته أمام الأعين، أو ربما انزلق نابان من فمها فامتصت بهما دماءه. في الواقع لا يمكن أن أستبعد أي شيء فيما يخص هذه المسألة.

هكذا استطردت شاخطة: إتفضل أخرج برا و اطرد الرعاع دول و إقفل الباب بالمفتاح و ما ينفتحش إلا ساعة المعيدين لما يجيبوا الشيتات..
الحق يقال، هناك نقطتان إيجابيتان في كلماتها..
الأولى: أنها قالت له "إتفضل" مبرهنة على سمو أدبها و رفعة أخلاقها – و الحدق يفهم –
الثانية: أنها دعتنا بالرعاع، فهي إذن لم تضعنا في خانة الحيوانات بعد، ما زلنا بشرا على الأقل من وجهة نظرها.

طردنا العامل و أغلق الباب بالمفتاح. ترى، لو احترق المبنى من لهؤلاء المساكين بالداخل. ليس أسوأ من أن تموت حرقا إلا أن تموت في قاعة واحدة مع تلك المرأة.
تنفست الصعداء و حمدت ربي أني لست بالداخل عندما جال برأسي هذا الخاطر الأسود. و حمدته مرة أخرى أن سترها معي و لم يجعلها تناديني لتعنفني وجها لوجه.

لكني لا زلت أعاني من نفس المشكلة، كل ما تعرضت له حتى الآن أصبح بلا جدوى.. لم أحضر المحاضرة و سيفوتني الشيت بكل تأكيد إلا إذا....... هنا تبلورت في خلايا مخي الرمادية فكرة أخرى.
نعم، هذا هو الحل الوحيد. محاولة أخرى على الأقل، فإن فشلت فلا بد من الصدام و المواجهة و أدعو الله أن لا أصل إلى تلك المرحلة.

هناك 3 تعليقات:

Dr.Mohammed Gohary يقول...

ايوووووووووووه الرعاااع اسلوووووووب منجوسي فعلا والحدق يفهم
فاكر اليوم العجيب ده كنت برااا معاكم محضرتش بس الوله اسلام صاحبي سرقلي شيت من بين انياب قصدي ايدين المعيدين ........ يووووووه فكرتني بأياااااام جاااااااااز ما صدقت نسيتها ولا نسيتها ليه ما المادة بتاع المناخير والودان والحنجره شفنا فيها العجب ولا الحاج كوميونتي ابن تربنتين الكلب بس صراحه زي البيج بورص قصدي البييييييج بووص والهيد يعني (دمااااااااااااااااااااغ) بتاع ال ماده دي ما شفتش بس الحمد لله
أنا الوحيد دونا عن الدفعه اللي اخدت حقي ههههههههه
تحياتي وافتكر ان برضو اول رد
ملحوظه لو ناوي تعمل تفجير في القسم ده او عمليه انتحاريه معاك يا معلم
بس ابقي اديني ألوووووو
تليفوني
ثلاث أصفار صفرين زيرو بعد 050

حامد برهام يقول...

شديد المقال ده فعلا ويعبر عن كاتب ساخر جدير

FreeKiller يقول...

الله يخليك يا حامد
و الله بعد م قريتها تاني
حسيت ان الاسلوب ركيك
ما علينا
خير خير خير